الأحد، 13 فبراير 2011

أبو صقر و تعليم السواقة

سلامي لكل اصحاب الذوق السليم

أما آن لهذا الفارس ان يترجل

أما آن لهذا الفارس أن يترجل ....!!!
انها مقابلة مؤلمه .. وحوار حزين .. بين عبدالله بن الزبير وبين أمه أسماء بنت ابي بكر الصديق _ رضي الله عنهم أجمعين _ ولنستمع الى هذا الحوار المؤلم والوداع الأخير الذي تودع فيه الأم ولدها وفلذة كبدها ....

* دخل عبدالله بن الزبير على أمه حين رأى من الناس ما رأى من خذلانهم اياه , ; أي الرجال الذين كانوا معه في قتاله ضد الحجاج الذي أرسله عبدالملك بن مروان لقتال بن الزبير > فقال : يا أماه , خذلني الناس حتى ولدي وأهلي , فلم يبق معي الا من ليس عنده من الدفع أكثر من صبر ساعة , والقوم يعطوني من الدنيا ما أردت , فما رأيك ؟

* فقالت أمه : أنت والله يابني أعلم بنفسك , ان كنت تعلم أنك على الحق
, واليه تدعو فامض له , فقد قتل عليه أصحابك , ولا تمكن من رقبتك , فيلعب بك غلمان بني أميه .. وان كنت أردت الدنيا فبئس العبد أنت , أهلكت نفسك , وأهلكت من قتل معك .

* فدنا ابن الزبير فقبل رأس أمه , وقال : هذا والله رأيي , والذي قمت داعيا الى يومي هذا , ما ركنت الى الدنيا , ولا أحببت الحياة فيها , وما دعاني الى الخروج الا الغضب لله , ولكني أحببت أن أعلم رأيك , فتزيدينني قوة وبصيرة مع بصيرتي , فانظري يا أماه فاني مقتول من يومي هذا , ولا يشتد جزعك علي , سلمي لأمر الله , فان ابنك لم يتعمد اتيان منكر , ولا عمل فاحشة , ولم يجر في حكم , ولم يغدر في أمان , ولم يتعمد ظلم مسلم ولا معاهد ولم يبلغني عن عمالي فرضيته بل أنكرته ولم يكن شيء آثر عندي من رضى ربي , اللهم اني لا أقول هذا تزكية مني لنفسي , أنت أعلم بي , ولكني أقوله تعزية لأمي لتسلوا به عني ....

*فقالت أمه : اللهم اني سلمت فيه لأمرك , ورضيت فيه بما قضيت , فأثبني في عبدلله ثواب الصابرين الشاكرين .

* وفي اليوم التالي قاتل عبدالله قتال الأبطال حتى قتل , ثم صلب , ومرت به أمه أسماء بنت أبي بكر , ذات النطاقين , فنظرت اليه نظرة ثم قالت قولتها المشهورة :

" أما آن لهذا الفارس أن يترجل ؟؟!! أما آن لهذا الفارس ان يترجل؟؟!! "

أي : أما آن لهذا الفارس أن ينزل !! طول عمره وهو فوق ...... وهو عالي .

عالي في الصلاة ..
عالى في الصوم ..
عالى فى الجهاد ..
عالى فى الحكم العادل ..
عالى في المروءة والصفات الحميدة ..

حتى وهو ميت ..!!!! عالى فوق الناس ;اذ أنه صلب على نخلة عاليه>

" أما آن لهذا الفارس أن يترجل ....؟؟؟؟!!!! "

نعم آن .. نعم آن .. آن له أن يترجل أن ينزل .. أن يستريح ................

لا تعذليه فان العذل يولعه

قصيدة رائعة من العصر العباسي
قائلها الشاعـر : إبـن زريـق البغـدادي

ودع حبيبته ببغداد بحي الكرخ باكيا ً على فراقها وهي مستعطفة اياهـ الا يرحل
فأبى وسافر الى الاندلس .
وكتب قصيدته هذه .. ثم نـام عليها ومات ..
وليس له شعر غيرها



لا تــعذليـــه فـــإن العـــذل يولــعــه
قـد قلت حقـاً ، ولكـن ليس يسمعه

جــاوزت فــي لومـــه حــداً أضـر بـه
مـــن حيــث قــدرتِ أن اللـوم ينفعــه

فاستعملي الرفق في تأنيـبه بــدلاً
مــن عذله، فهو مضنى القلب موجعه

قـــد كان مضطلعاً بالخطـب يحملــه
فــضيِّقــت بخطــــوب الدهـــر أضلعــه

يكفيه من لوعة التـشـتـيت أن لـــه
مـــن النـــوى كـــلَّ يــوم مــا يـروّعــه

مــا آب مـــن سفــر ٍ إلا وأزعــجــه
رأي إلـــى سفــر ٍ بالعـــزم يــزمـــعـه

كــــأنمـــا هـو في حل ٍ ومـرتحــل
مـــوكّـــل بــــفــضـــاء الله يــــذرعـــه

إن الزمـــان أراه في الرحيل غنىً
ولـــو إلــى السنـد أضحى وهو يزمعه

ومـــا مجـــاهـــدة الإنسان توصلـه
رزقـــاً ولا دعــة الإنـــســان تـقــطعــه

قــد وزع الله بـيــن الخلق رزقهمو
لــم يــخلــق اللهُ مــن خلـق ٍ يضيّعــه

لكنهم كلِفـوا حرصاً ، فلست ترى
مسترزقــاً ، وســوى الـغـايـات تقنعه

والحرص في الرزق والأرزاق قد قُسمت
بـغــي ، ألا إن بغـــي المرء يصرعه

والدهر يعطي الفتى من حيث يمنعه
إرثـــاً ، ويـمنـعـــه من حيـث يطمعه

استـــودع الله فـــي بغــداد لي قمراً
بالـكــرخ مــن فلك الأزرار مطلـعـه

ودعــتــه وبــودّي لـــو يـــودعــنـي
صــفـــو الحــيـــاة وأنـــي لا أودعــه

وكم تشبث بي يوم الرحيل ضحىً
وأدمــعــي مــسـتـهـلات وأدمــعــه

لا أكــذب الله ، ثـــوب الصبر منخرقٌ
عــنــي بفــرقـتــه ، لـكـن أرقّـعــه

إنـي أوســع عــذري فــي جنـايتـه
بــالبـيـن عنـه ، وجرمي لا يوسعه

رُزقت ملكــاً فلــم أحسن سياسته
وكــلُّ مـن لا يسوس المُلك يخلعه

ومـــن غــدا لابساً ثوب النعيــم بلا
شـكر ٍ عليــه ، فــإن الله يــنــزعــه

اعتضتُ من وجه خلي بعد فـرقـتـه
كـأســـاً أُجـــرّع مــنــهــا مـا أجرّعه

كم قائلٍ لي ذقت البين ، قلت له:
الــذنــبُ ذنــبـــي لــسـت أدفــعــه

ألا أقــمــت فــكـان الرشد أجمعـه
لــو أنـنـي يــوم بــان الـرشد أتبعـه

إنــي لأقطـــع أيــامــي وأنـفـدهـا
بــحسـرةٍ مـنـه فـي قلبـي تُقطّعـه

بــمــن إذا هـــجــع النوّام بـتُ لـه
بـلوعةٍ منـه ليلـي، لست أهـجـعـه

لا يطمئن لجنبي مضجعٌ ، وكـــذا
لا يطمئـن لـــه مــذ بِـنـتُ مضـجعـه

ما كنت أحسب أن الدهر يفجعني
بـــه ، ولا أن بــي الأيــام تفجـعــه

حتى جرى البين فـيـما بـيننا بيــدٍ
عـــســراء ، تمنعني حظي وتمنعه

قد كنت من ريب دهري جازعاً فرِقاً
فــلــم أوقَّ الــذي قـد كنت أجزعه

بالله يا منزل العيش الذي درست
آثــاره ، وعفـــت مــذ بـنـتُ أربـعـــه

هـــل الــزمــان مُعيــد فيك لذتـنـا
أم الليــالــي التـي أمضتــه تُـرجعـه

فـــي ذمـــة الله من أصبحت منزله
وجـــاد غــيــث علـى مغناك يُمرعه

مـــن عنـــده لـــي عهــد لا يضيعه
كــمـــا لـــه عهــد صدقٍ لا أضيّـعـه

ومــن يـصـدّع قــلبــي ذكــره ، وإذا
جــرى علــى قلـبـه ذكري يصدّعه

لأصـبـرن لـــدهـــر ٍ لا يـمتـعـــنـــي
بــه ، ولا بـــي فـــي حــال ٍ يمتعه

عـــلــمـــاً بأن اصطباري مُعقبٌ فرجاً
فأضــيـــق الأمــر إن فكـرت أوسعه

عسى الليالي التي أضنت بفرقـتـنا
جسمي ، ستجمعني يوما وتجمعه

وإن تـــغـــل أحـــداً مـــنـــا منـيـتــه
فـــمــا الـــذي بـقضــاء الله يصنعـــه